كلمة أحمد بن سليم، رئيس عملية كيمبرلي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (2025)
كلمة أحمد بن سليم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بتاريخ 25 مارس 2025، والتي استعرض فيها الإنجازات التي تحققت خلال رئاسة دولة الإمارات لعملية كيمبرلي في عام 2024 ("عام الإنجازات")
السيد الرئيس، السيد الأمين العام
السادة المندوبون الموقرون، الزملاء الأعزاء
أسعدتم صباحاً
لقد وقفت أمامكم لأول مرة في هذه القاعة الموقرة في عام 2017 ممثلاً لدولة الإمارات العربية المتحدة كرئيس لعملية كيمبرلي لعام 2016 – الدولة العربية الأولى والوحيدة التي تترأس هذه المبادرة.
يشرفني أن أعود اليوم لأقدم تقرير دولة الإمارات العربية المتحدة عن فترة رئاستها لعملية كيمبرلي لعام 2024، ولأقدم مشروع القرار [A/79/L.63] في إطار هذا البند من جدول الأعمال، ولاستعراض التقدم الرئيسي الذي أحرزته أسرة عملية كيمبرلي خلال العام الماضي.
قبل أن نبدأ، اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر السيد رئيس الجمعية العامة على إتاحة الفرصة لي لأتحدث إليكم اليوم.
كما أشكر المشاركين في تقديم مشروع القرار الذي ستتخذ الجمعية العامة إجراءً بشأنه قريباً.
وأخيراً، أود أن أشكر جميع المشاركين والمراقبين في عملية كيمبرلي. من خلال التزامنا المستمر بالتعاون ضمن هذا الهيكل الثلاثي الفريد، تظل عملية كيمبرلي أقوى آلية في العالم للقضاء على الماس المموّل للنزاعات وضمان حصول الدول المنتجة على الإيرادات الكاملة من مواردها الطبيعية.
كان عام 2024 عاماً تاريخياً وحاسماً لرئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة لعملية كيمبرلي.
فمنذ البداية، التزمنا بهدف بسيط ولكنه طموح، يتمثل في ضمان أن يكون هذا العام هو ”عام الإنجازات“.
وعلى الرغم من تعقيدات المشهد الجيوسياسي، إلا أننا قد حققنا أهدافنا.
لقد أحرزنا تقدماً ملموس، ودفعنا بجدول الأعمال قدماً وعززنا نزاهة عملية كيمبرلي.
في عام 2024، قامت الرئاسة الإماراتية بزيارة 27 دولة من دول عملية كيمبرلي، وعقدت أول دورة استثنائية على الإطلاق للاجتماع العام، وأقرت ثلاثة إجراءات مكتوبة، واستضافت فريقاً من الخبراء يضم أعضاءً من المجتمعات المعتمدة على الماس، وافتتحت الأمانة الدائمة لعملية كيمبرلي في غابورون، بوتسوانا.
كما قمنا بتأمين تجديد إعفاء منظمة التجارة العالمية لنظام عملية كيمبرلي لإصدار الشهادات للماس الخام لمدة ست سنوات أخرى - وهو إنجاز أساسي لتمكين عملية كيمبرلي من مواصلة عملها.
ولكن من بين هذه المحطات البارزة، ربما كانت اللحظة الأكثر أهمية هي تلك التي شهدها الاجتماع العام الذي عقد في دبي.
سيتذكر الكثيرون أنه في عام 2023، في ظل رئاسة زيمبابوي للمنظمة، أدت التوترات الجيوسياسية إلى طريق مسدود. وللأسف، استمرت هذه الانقسامات للعام الثاني على التوالي. ومع ذلك، تصرفنا بحزم لحماية عملية كيمبرلي.
وإدراكاً منا لخطر الوصول إلى طريق مسدود، اتخذنا خطوة غير مسبوقة. فبدلاً من السماح للعملية بالتعثر، حرصنا على تمرير جميع القرارات الإدارية الثمانية والمبادئ التوجيهية والنقاط الفنية كل على حدة من خلال توافق الآراء.
وقد التزمت هذه الطريقة بالوثائق الأساسية لعملية كيمبرلي التي لا تتطلب إصدار بيان ختامي لاعتماد القرارات.
ومن خلال مشاركة كل قرار بعد الجلسة العامة مباشرة وتسجيله رسمياً، كفلنا بذلك إقرار السياسات الأساسية، والتمسك بمبادئ التوافق والشفافية، وبقاء عملية كيمبرلي تعمل بكامل طاقتها رغم التوترات السياسية.
وخلال فترة رئاستنا، حققنا تقدماً ملموساً من خلال إقرار عدة قرارات إدارية رئيسية.
فقد تم ضم أوزبكستان بوصفها العضو الستّين في عملية كيمبرلي.
وإنني فخور بشكل خاص بأنه بعد 11 عاماً من القيود المفروضة على تصدير الماس الخام من جمهورية أفريقيا الوسطى، وبعد بعثة مراجعة بقيادة جنوب أفريقيا، وافق الاجتماع العام بالإجماع على رفع جميع العقوبات تحت الرقابة المعزّزة.
لقد ضمنّا استمرار عمل اللجنة الخاصة بالمراجعة والإصلاح لمدة عام آخر، مما يسمح بمواصلة عملها الهام والحوار، بما في ذلك تحقيق التوافق على تعريف الماس الممول للنزاعات.
وأخيراً، كنا فخورين بالإشراف على الأمانة الدائمة لعملية كيمبرلي وتعيين أول أمين تنفيذي متفرغ لها.
لقد كان هذا إنجازاً مؤسسياً كبيراً طال انتظاره منذ عام 2017 عندما خاطبتُ هذه الجمعية بشأن الحاجة إلى أمانة دائمة لمعالجة العجز الهيكلي في عملية كيمبرلي وتوفير المهارات والموارد المهنية التي تتجاوز تناوب الرؤساء ممثلي الدول.
ويسرني أن أقول إنه مع وجود هذا الهيكل الآن، نكون قد اتخذنا أحد أهم التدابير الملموسة لضمان الكفاءة التشغيلية طويلة المدى لعملية كيمبرلي.
بالإضافة إلى ذلك، قمنا خلال الدورة الاستثنائية الأولى على الإطلاق للاجتماع العام بتقديم أطر حوكمة جديدة، بما في ذلك:
نموذج نائب الرئيس المشارك لتعزيز استمرارية القيادة لدينا والسماح لعدد أكبر من البلدان بتقاسم مسؤوليات رئاسة عملية كيمبرلي.
فريق فرعي لأمانة عملية كيمبرلي لتحسين عمليات الأمانة وحوكمتها.
تحديث اختصاصات اللجان الرئيسية في عملية كيمبرلي لتعزيز الحوكمة والمساءلة الشاملة لدينا.
كجزء من أجندتنا للتحديث، قمنا بدعم الجهود الرّامية إلى استكشاف حلول رقمية جديدة.
وقد قدمنا مفهوم بلدان المنشأ المختلطة للتعدين وشرعنا في عملية إثبات صحة مفهوم لإصدار شهادات رقمية آمنة، والتي سيتم تقديمها رسمياً في دبي خلال الجلسة بين الدورات التي ستعقد في وقت لاحق من هذا العام.
وقد أرست كل هذه الإنجازات الأساس لتعزيز الكفاءة والأمان وإمكانية التتبع داخل سلسلة توريد الماس.
إدراكاً منها للتحديات التي تحيط باختيار نائب الرئيس لعام 2024، قبلت دولة الإمارات العربية المتحدة تولي منصب الرئيس الراعي لعام 2025.
وينعكس هذا في مشروع القرار المقدّم اليوم، ويضمن انتقالاً سلساً ويحمي الزخم الذي تحقق تحت قيادتنا.
وستظل دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة بدعم عملية كيمبرلي ورئيسها المستقبلي لضمان استمرار التقدم دون انقطاع.
بينما نتأمل في إنجازات عام 2024، هناك أمر واحد واضح: لقد عزز العمل الذي قمنا به في العام الماضي فعالية عملية كيمبرلي، ونحن على ثقة من أن الأسس التي أرسيناها ستدعم استمرار التقدم في السنوات القادمة.
بالطبع، رحلتنا لا تنتهي هنا.
سنسعى جاهدين إلى الحفاظ على إرثنا المتمثل في تحقيق التحسين المستمر ورفع معايير عملية كيمبرلي، بما في ذلك خلال رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2025 الذي تم تحديده عاماً لأفضل الممارسات. وسيركز هذا العام على تحسين الأساليب وتعزيز الامتثال وضمان أن تظل عملية كيمبرلي نموذجاً للتعاون والفعالية في حماية صناعتنا.
السيد الرئيس، السادة المندوبون الموقرون
إن مشروع القرار المعروض علينا اليوم يعكس التزامنا المشترك بتعزيز الاستدامة والمسؤولية في صناعة الماس بما يعود بالنفع على الملايين في جميع أنحاء العالم، ويضمن استمرار نظر الجمعية العامة في هذه المسألة الهامة في دورتها المقبلة. كما أنه يقرّ بالعديد من الإنجازات والتحديات التي أوجزتها اليوم.
وأود أن أشكر جميع الوفود التي شاركت في عملية التفاوض على تعاونها البناء والمثمر.
شكراً لكم.